للتقليل من مخاوف الأطفال ولمساعدتهم على الحفاظ على صحتهم، أصدر الخبراء في المركز الطبي القومي للأطفال بواشنطن العاصمة أخيرا، نشرتهم الخاصة بموضوع «الحديث إلى الأطفال حول إنفلونزا الخنازير».
وقالوا فيها: «يسمع الأطفال حتما عن هذا الأمر إما في التلفزيون أو المدرسة أو غيرهما، خاصة مع نشوء الاهتمام والخوف، من الجائحة الحالية لإنفلونزا الخنازير، لدى عموم الناس ووسائل الإعلام».
وذكر الباحثون حقيقة أن الأطفال يكونون سعداء حينما يُمكنهم الاستمرار في ممارسة الأنشطة الروتينية التي تجعلهم أكثر راحة وأمانا.
ولذا فإن حجز الأطفال في المنازل والحد من تفاعلهم الاجتماعي، مع انتشار الشائعات، سيكون باعثا للقلق والتوتر لديهم.
وبالمقابل، فإن العمل على إعطائهم المعلومات التثقيفية، وتعليمهم وسائل الوقاية العملية، سيجعلهم يعيشون حياتهم اليومية بشكل أقرب لما هو طبيعي، ويمارسون فيها الأنشطة المعتادة، مما يعطيهم شعورا مهما بالأمان.
ويرى الكثيرون في الوسط الطبي أن الحالة الوبائية لإنفلونزا الخنازير فرصة مهمة للاهتمام العام بمفهوم «التربية الصحية وتطبيقها» من قبل أطفال المدارس، وبذل الجهود في جعلها جزءا من ما يتلقاه الأطفال ويتعلمونه.
وغني عن الذكر، تذكير الآباء والأمهات أن الأطفال والمراهقين يعتبرون طبيا من فئة الأشخاص «الأكثر عرضة للإصابة بحالات شديدة» من إنفلونزا الخنازير، وأن مخاوف الكثيرين من تلاقي الأطفال يوميا في المدارس، تتطلب أن يكون لدى الأطفال قدر مفيد من المعرفة بالمرض، وكيفية الوقاية منه، وأهمية إخبار الطفل للوالدين أو للمدرسين عن أي أعراض للمرض قد تظهر لديه.
عناصر التوعية بالعدوى
ووضع الخبراء، بالمركز المذكور، عناصر منطقية ومتسلسلة لكيفية الحديث إلى الأطفال حول إنفلونزا الخنازير، على النحو التالي:
معلومات جوهرية
- تعرف على ما يعلمون: اسأل الطفل أن يخبرك ما الذي سمعه وعرفه بالفعل عن هذا الموضوع، وبإخبار الطفل لك ما سمعه، بدلا من سردك أنت بداية للمعلومات، يسهل عليك اكتشاف مواطن سوء الفهم والمعرفة لديه، والمعلومات الخاطئة التي قيلت له، وبالتالي يساعدك على الحديث إليه بشكل أفضل وأكثر فائدة.
- وضح له الحقائق: ربما تكتشف أن الطفل لديه الكثير من المعلومات عن هذا المرض، خاصة أن الأطفال عادة لديهم قدرات أفضل على التقاط المعلومة وحفظها، وهنا ما عليك سوى أن توضح النقاط التي لديه تشويش فيها، وتزوده بالحقائق التي تجعله أقل قلقا وخوفا، وحاول استخدام الأسلوب والعبارات المناسبة لمرحلة عمره وقدراته على الاستيعاب.
ومثلا يمكن إخباره أن هذا المرض كان منتشرا بين الخنازير، وأنه مع الوقت انتقل الميكروب المتسبب به إلى الإنسان، وأصبح من السهل انتقال الميكروب، وهو ما يقال عنه «العدوى»، وبالتالي يصبح الإنسان مريضا، وأن المرض يصيب الأنف والحلق، ويتسبب بالعطس أو السعال أو سيلان الأنف، مع ارتفاع حرارة الجسم والتعب والإعياء، وأن الطفل متى شعر بهذه الأعراض، عليه أن يخبر والديه قبل الذهاب إلى المدرسة.
- امنحه الطمأنينة: ولطمأنته وحمايته وتشجيعه على المساهمة في إبطاء انتشار المرض وتقليل عدد المصابين، يجب أن يخبر بوضوح، أن الأطباء والممرضين والهيئات الحكومية تعمل بجهد لوقاية كل الناس وحمايتهم، وأنهم جاهزون لمعالجة الأطفال وأفراد عائلاتهم وأقاربهم في حال أصيبوا بالمرض وانتشر الوباء بسرعة بين الناس.
- تحدث عن النظافة: ويقول خبراء المركز الطبي القومي للأطفال إن «الحديث عن إنفلونزا الخنازير، هو فرصة ممتازة لإعادة التذكير بأهمية ممارسة النظافة الجيدة، وهذا لن يساعد الطفل فقط خلال موسم الإنفلونزا، بل سيجعله محافظا أكثر على صحته مدى الحياة».
ولذا من المفيد والمهم إفهام الطفل حاجته إلى تكرار غسل اليدين، والتأكد من نظافتهما، ويعلم الطفل كيفية غسل اليدين بالطريقة السليمة المفيدة، وهي ما تتم بفرك ودلك اليدين مع بعضهما بالماء والصابون لمدة 20 ثانية.
وأخبر الطفل معلومة مهمة، وهي أن اليدين بسهولة تلتقط أشياء صغيرة لا يمكننا رؤيتها بأعيننا المجردة، وأن هذه الأشياء الصغيرة قد تكون ميكروبات، والميكروبات سبب إصابة البعض بالمرض، وأننا إذا لم نغسل أيدينا جيدا، ولم نخرج منها تلك الميكروبات، فإن الميكروب سينتقل إلى العين أو الأنف أو الفم إذا ما لمسنا أيا منها بأيدينا الملوثة.
وأخبرهم أيضا، أن بالإمكان فرك اليدين بسائل أو «جل» كحولي لإزالة الميكروبات إذا كنا خارج المنزل أو بعيدا عن الماء والصابون.
- «اتيكيت التنفس»: ومما يجب أن يصبح جزءا من معرفة الطفل ونظافته الشخصية وممارسته اليومية، عبارة «اتيكيت التنفس»، وهي التي تعني مراعاة الذوق وتحقيق النظافة والحفاظ على الصحة، من خلال تغطية الفم والأنف حال السعال أو العطس.
ويقال للطفل إن الميكروبات تخرج بكثرة حينما يعطس الإنسان أو يسعل، وأنها تنتشر في الهواء وتتساقط على الأشياء المسطحة، وبهذا تنتقل من الشخص المريض إلى الإنسان السليم، ويحصل المرض لديه بالتالي. ويقال للطفل إن حل هذه المشكلة هو استخدام المحارم الورقية لتغطية الفم والأنف.
ولكي لا تنتقل الميكروبات من هذه المحارم الورقية إلى الغير، يجب إلقاؤها مباشرة في سلة المهملات، ثم إعادة غسل اليدين بالماء والصابون، وأنه يجب على الطفل حمل مجموعة من هذه المحارم الورقية في جيبه إذا ذهب إلى المدرسة أو كان خارج المنزل.
وإن لم يكن لديه منها، فبإمكانه استخدام كُمّ القميص أو الثوب، عند المرفق، للسعال فيه أو العطس عليه، وأن فعل ذلك، يمنع أن تتلوث اليدين بالميكروبات ويقلل من انتشارها في الهواء.
- القرب من الغير: ويفهم الطفل أن القرب الشديد من الغير، أو السماح للبالغين بتقبيلهم في خدودهم، لا يجب أن يحصل، لأن هذا يسهل انتقال الميكروبات، وخاصة عليهم أن يمارسوا هذه الوقاية عند التعامل مع أشخاص مرضى في المدرسة أو اللقاءات الاجتماعية.
- ممارسة العادات الصحية: وأحد الجوانب المهمة التي يجب أن يعطى وقت كاف لها، إفهام الطفل أن الجسم القوي أقدر على مقاومة المرض أيا كان، وأن قوة الجسم تنشأ بتناول الغذاء الصحي، وعدم تفويت أحد الوجبات الغذائية الثلاث، وأن تناول الفواكه والخضروات والبيض والحليب واللحم والحبوب والبقول، هي وسائل لتقوية الجسم.
كما يخبر الطفل أن الجسم المرهق بالسهر، والجسم الخامل عن ممارسة الرياضة، أكثر عرضة للإصابة بالمرض أيا كان.
وبهذه العناصر المهمة للحديث مع الطفل، يفهم الطفل المرض الذي يدور الحديث عنه، ويطمئن أن هناك ما يمكنه فعله لتقوية جسمه ولحمايته من دخول الميكروب إليه، محاطا باستعدادات العاملين في الوسط الطبي لمعالجة المرضى، وهذا هو المهم، إعطاء المعلومة المفيدة له، وإعطاؤه الطمأنينة المفيدة له أيضا.
ونظرا لإصدار الهيئات الطبية إرشاداتها لمدارس حول إنفلونزا الخنازير، كالتي صدرت في الولايات المتحدة، لذا من المهم أن يبذل الوالدان شيئا من الجهد في إفهامها للطفل.